روح في جسدين

تحت مظلة السماء المضيئ بضوء القمر الخافت وفي ركن بعيد عن النظر تخفي القدر لقاء عشاق القمر. لقد اقتحم مملكتها واستولى على كل ممتلكاتها. نادته توقف بالله عليك كيف دخلت الى مدينتي الصغيرة بدون جواز ودون هوية؟ من أنت ومن أين أتيت؟ كيف تدخل مدينتي والمدينة تحرس ابوابها الف حارس؟ كيف دخلت وأي سلاحاً أستعملت؟ تتجول فيها بلا رقيب. تتحسس أنفاسها. وتلامس أشجارها تنتعش عطر أزهارها أنها لي أنا وحدي فهي مملكتي الخاصة ممنوعة عنك وعن أي غريب أن يمر على ضواحي مدينتي ويلامس جسدها الجميل التي لم تشرق شمساً عليها بعد ولم تكن في يوم عرضاً لنظرات النجوم والقمر.
لم يهتم بكلامها ودخل بسلام كان يحمل معه سلاح الحب والحنان وسقى ارضها فأحيا كل ركناً فيها بقبلاته كأنه يقبل مرقد الشيخ او الامام. لكنه تجاهل كل القوانين القدسية في هذه المدينة معلنا عن قوانينه الجديدة التي اتى بها.
فنادى عليها قائلاً: أني جئت من عالم يخالف عالمكي تعالي أقتربي مني... أقتربي أكثر وأجلسي بقربي لنقراء معاً قوانين عالمي ثم نبصم على العقد معاً وأتركي هذا العالم . لنرحل عنه سوياً أقتربي مني أكثر كي نعيش عالمي الممتع التي لاتحكمه قوانين البشر عالم يفوق كل الشرائع والقوانين البشرية. ثم نظر الى عينيها محاولاً فهم كل تفاصيلها التي تُظر له الحرمان والحصرى على الأيام التي أنقضت دون أن ترى به وجه أنسان. وبدأ يقرأ على سامعها قوانينه. نحنُ عندما نحب نسجل التاريخ الجديد ونمزق شهادة الميلاد العتيق. نحنُ عندما نحب نتعرى من كل الشروط ونعيش عُرات من كل القيود. نحنُ عندما نحب نغير مدار الكون ونجعل له مداراُ خاصاً لنا. نحنُ عندما نحب نخلق من عشيقاتنا ملكات على عرش عصرنا وأن أنتهى عصر الملكات. ثم يمد بيده اليها قائلا. تعالي ضعي يدك بيدي سأحملك الى عالمي الجديد فهل ترضين به؟ أني اجد في مدينتكي الجمال المثير لكل مار وأن شاخت أجد آمالها مكسورة واحلامها مرعوبة والحب مقتول بسلاح حراسك الذين يرابظون على ابواب قلبك الصغير. لا احد يستطيع خرق اسوارها سوى المجنون وها أنا أتيتك بكل جنوني لأ خطي معك بخطوات جنونية تفوق خيالك. فهل ترغبين؟ أجيبيني اجابة عارية بلا قيود بلا يقين. فهل ترغبين؟
لم ترد عليه كأنه أسرى نطقها قبل قلبها. نعم أسرى لسانها بشراب الحب المعسول الذي أسقاها بكأسه هو كأس صغير في جوف عميق. أصبحت تتلذذه وأعتادت على شربه..... فكان هو يعيد الى سامعها نفس الجملة. هل ترغبين؟ ... هل ترغبين؟.... فضجر الأنتظارعندما لم يأتيه الجواب.... حمل أثقاله ليغادر ومعه كأس الشراب... أوقفته في الحظته الأخيرة....لا.... لا.... عد.. كيف ترحل خائباً بعد أن قاومت كل حراس بابي من أجلي؟ كيف ترحل بعد أن غيرت قوانين كتابي؟ كيف ترحل بعد ان خلقتني من جديد ووضعتني في قالب جديد وأجلستني على عرش قلبك ... أصبحت بذالك تمتلكني نعم تمتلك كل عضو في تملك حتى دمي الذي يجري في شراييني فهو دمك أنت التي أمتزجت بدمي... فأين ترحل من غيري وهل تستطيع العيش لو توقفت دمك عن الجريان؟ لا..لا... لاأنا ولا أنت لا نستطيع.
وعاد مجدداً ليضمها الى صدره فأندمجت الروحين واصبحا روح في جسدين...