جميل بن معمر رائد الشعر العزري

**اللورد** الجمعة أكتوبر 17, 2008 10:09 pm

حكى جميل بن معمر قصته انه وهو مسافر اذ به ضاع عن الطريق فيقول :
فبينما انا اسير لاحت لي نار في اصل جبل عند كهف فيه راعي فسلمت فرد علي السلام وقال اظنك اضعت الطريق فقلت له نعم فقال بت الليله فاذا اصبحت فتوكل على الله .
فنزلت عنده وقد رحب بي واكرمني ثم مهد لي الفراش فنمت . فلما كان الليل سمعته يبكي الى شخص كان معه فارقت له ليلتي فلما اصبحنا سالته عن اسمه ونسبه فانتسب فاذا هو من بني عذره من اشرافهم .
فقلت : وما الذي جاء بك الى هذا ؟
فاخبرني انه كان يهوى ابنة عمه وانه خطبها من ابيها فابى ان يزوجه اياها وانه تزوجها رجل من بني كلاب وخرج بها عن الحي وانه رضي ان يكون راعيا لزوجها حتى يتمكن من رؤية ابنة عمه .
فجلس يشكو عشقه لها للمساء حتى جاء موعد مجيئها فجعل يقوم ويقعد ويقول :
ما بال مية لا تاتي كعادتها اهاجها طرب او صدها شغل
لكن قلبي عنكم ليس يشغله حتى الممات ومالي غيركم امل
لو تعلمين الذي بي من فراقكم لما اعتذرتي ولا طابت لكي العلل
نفسي فداؤك قد احللت بي سقما تكاد من حره الاعضاء تنفصل
لو ان مابي من سقم على جبل لزال الجبل وانهد من اركانه الجبل
ثم قال لي : اجلس يا اخا العرب حتى اكشف خبر ابنة عمي . ثم مضى فغاب عن بصري فلم البث حتى اقبل وفي يديه محمول وقد علا شهيقه ونحيبه فقال : يا اخي هذه ابنة عمي ارادت زيارتي فاعترضها الاسد فاكلها .
ثم وضعها بين يدي وقال على رسلك حتى اعود اليك فلم يلبث الا ان عاد وراس الاسد بين يديه فوضعه ثم قال :
يا اخي ستراني ميتا الصباح فاعمد الي والى ابنة عمي فادرجنا في كفن واحد وادفنا في قبر واحد واكتب على قبرنا :
كنا على ظهرها والعيش في مهل والشمل يجمعنا والدار والوطن
ففرق الدهر بالتصريف الفتنا فصار يجمعنا في بطنها الكفن
ورد الغنم الى صاحبها , فلما اصبحت وجدته ميتا فكفنتهما ودفنتهما وكتبت الابيات ورددت الغنم ......